‏إظهار الرسائل ذات التسميات من قصص العرش. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات من قصص العرش. إظهار كافة الرسائل

🔴 حول فصل "من قصص العرش - الله أحسن الخالقين" (مقال)

حول فصل "من قصص العرش - الله أحسن الخالقين"



تحليل النص "من قصص العرش - الله أحسن الخالقين":

الشخصيات:

 * الله: يظهر في النص بصورة ساخرة ومستفزة، حيث يتصف بالغضب السريع، وعدم القدرة على الاعتراف بالخطأ، واللجوء إلى التبريرات غير المنطقية. كما أنه يظهر بمظهر بشري ضعيف، كونه يأكل ويتغوط.

 * جبريل: يظهر في النص بصورة ساخرة ومستفزة، حيث يتصف بالجرأة في مواجهة الله، وعدم الخوف من التعبير عن رأيه، والسخرية من أفعاله. كما أنه يظهر بمظهر بشري ضعيف، كونه يأكل ويتغوط.

الأفكار الرئيسية:

 * نقد فكرة الكمال الإلهي: يسخر النص من فكرة الكمال الإلهي، حيث يظهر الله بمظهر بشري ضعيف، يرتكب الأخطاء، ويعاني من المشاكل الجسدية.

 * نقد فكرة السلطة المطلقة: يسخر النص من فكرة السلطة المطلقة، حيث يظهر الله بمظهر شخص غير قادر على التحكم في الأمور، ويضطر إلى الاعتراف بعجزه.

 * نقد فكرة النص الديني: يسخر النص من فكرة النص الديني، حيث يظهر الله بمظهر شخص غير قادر على كتابة نص متماسك، ويضطر إلى الاستعانة بالآخرين.

 * تصوير الله بصورة بشرية: يصور النص الله بصورة بشرية، حيث يظهر بمظهر شخص يأكل ويتغوط، ويغضب ويخطئ. هذا التصوير يهدف إلى نزع القداسة عن فكرة الإله، وإظهاره بمظهر شخص عادي.

 * استخدام السخرية والتهكم: يستخدم النص السخرية والتهكم بشكل مكثف، حيث يسخر من الله وأفعاله، ومن فكرة الدين بشكل عام. هذا الاستخدام يهدف إلى إثارة التفكير النقدي لدى القارئ، وتشجيعه على التشكيك في المسلمات الدينية.

أسلوب النص:

 * يعتمد النص على أسلوب الحوار الساخر، حيث يتناوب الله وجبريل على الكلام، ويتبادلان السخرية والتهكم.

 * يستخدم النص لغة بسيطة وواضحة، مما يجعله سهل الفهم على القارئ.

 * يحتوي النص على العديد من التعبيرات العامية، مما يجعله أكثر قربًا من القارئ.

ملاحظات:

 * النص يثير العديد من التساؤلات حول فكرة الدين والإله.

 * النص قد يعتبره البعض مسيئًا للدين، بينما قد يعتبره البعض الآخر نقدًا بناءً.

 * النص يعكس اتجاهات فكرية حديثة تتسم بالتشكيك في المسلمات الدينية، والدعوة إلى التفكير النقدي.

ملخص:

النص عبارة عن حوار ساخر بين الله وجبريل، يهدف إلى نقد فكرة الدين والإله. يستخدم النص السخرية والتهكم بشكل مكثف، ويثير العديد من التساؤلات حول المسلمات الدينية.


🟢 من قصص العرش - الله أحسن الخالقين (مسرحية)

من قصص العرش - الله أحسن الخالقين



يدخل جبريل طائرًا، يدور فوق العرش وهو يصيح.
جبريل: سبحانك، سبحانك، أين أنت؟
يصمت قليلا، منتظرًا سماع جواب، لكنه لا يسمع شيئًا، فيعيد الصّياح بأكثر قوّة. وبعد دقائق، تتحرّك شجيراتٌ على مسافة قريبة من العرش، ويخرج من بينها الله وهو يرتّب ثيابه.
الله: (غاضبًا) ماذا بك أيّها الأبله المخنّث؟
جبريل: أين كُنت، سبحانك؟
الله: (يحمرّ وجهه غضبًا) وما الذي يهمّك؟ أنا لا أُسألُ...
جبريل: (وهو يحطّ بجانب العرش، ثمّ يجمع أجنحته السبعين) عفوًا. نسيت.
الله: تبًّا لك ولذاكرتك عديمة الفائدة. كم من المصائب يجبُ عليّ أن أتحمّل بسببها...
جبريل: وما دخلي أنا في الموضوع، إذا كنت أنت الذي خلقتني وأعطيتني هذه الذّاكرة القميئة؟
الله: هل أفهمُ كلامك على أنّه لومٌ؟
جبريل: لا، لم اقصد هذا، لكن المفروض أنّك تعرفُ منذ البداية أنّك وهبتني ذاكرة فاسدة والمفروض أيضًا أنّك قادرٌ على كلّ شيء، بما فيه إصلاحُ أخطائي وهفواتي أو جعلي أتفادى إرتكابها...
الله: وهل لأنّه من المفروض يجب أن يتحقّق؟
جبريل: أوه... دعنا من هذا الموضوع، فلن نصل فيه إلى نتيجة... فأنت كائنٌ خارج المنطق...
الله: المنطق؟ ما هذا الهراء يا جوجو...؟ أصبحت تتحدّثُ مثل الملحدين...
جبريل: بصراحة، لديهم كلّ حقّ في قول كلّ ما يقولونه بشأنك وبشأن تصرّفاتك...
الله: ماذا تعني؟ أنا الله، يا عزيزي، هل نسيت ذلك؟
جبريل: وماذا يعني أن تكون الله؟
الله: يعني أنّه من حقّي أن أفعل كلّ شيء وأيّ شيء، ولا أحد يحاسبني على ما أفعله...
جبريل: للأسف، العقلُ الذي أعطيته للإنسان أصبح قادرا على محاسبتك... ولا أعتقدُ أنّ هذا الأمر كان في حسبانك...
الله: لا يهمّ إن كان في حسباني أم لا... في النّهاية سأُدخلُ العالم كلّه لجهنّم ولن ينفع النّاس شيء...
جبريل: أنا متأكّدٌ من ذلك...
الله: (يمسك بطنه فجأة) أوووووه... أووووه...
جبريل: ماذا هناك؟
الله: إنتظرني هنا... سأعود...
جبريل: أين ستذهبُ؟ هناك موضوعٌ يجب أن أحدّثك عنه...
الله: (وهو يجري بخطوات قصيرة وسريعة بإتّجاه الشّجيرات) لحظة... لحظة... سأعود...
يغيبُ الله خلف الشّجيرات... ثمّ تُسمعُ أصواتٌ غريبةٌ ومتقطّعة...
جبريل: (بصوتٍ عالٍ وهو يضحكُ) لماذا لم تقل لي أنّك كنت تتغوّطُ، سُبحانك؟
الله: في المرّة القادمة، سأضعُ إعلانًا على باب كلّ سماءٍ يقول: "الرّجاء عدم الإزعاج. الله يتغوّط"... ما هذه البلاهة؟ أليس من حقّي أن أتغوّط؟ هل تريدني أن أفعلها في ثيابي الإلهيّة؟
تُسمعُ أصواتٌ عالية، يهتزّ بسببها العرشُ...
جبريل: (يسدُّ أنفه) إففف... ما هذه الرّائحة الكريهة، سبحانك...؟
يُسمعُ صوتُ الله وهو يغمغمُ بكلامٍ مُبهمٍ متقطّعٍ يتخلّله صوتُ تغوّطه... تمرُّ دقائق، ثُمّ يخرُجُ الله من خلف الشّجيرات وهو يرتّبُ ثيابهُ...
جبريل: يالها من رائحة نتنة، سُبحانك... (ضاحكًا) هل أكلت جيفةً البارحة...؟
الله: جيفة...؟ وهل أنا ضبعٌ أو خنزيرٌ، يا ملعون...؟
جبريل: كُنتُ أمزحُ معك... لكن، قُل لي ماذا حدث...؟
الله: لا شيء...
جبريل: لا أُصدّق أنّ كلّ هذا كان بلا سببٍ...
الله: في الحقيقة، خطر لي البارحة أن أخلق نوعًا جديدًا من الفواكه، وبعد أن خلقتُ تلك الفاكهة، أعجبني منظرها فأكلتُ منها...
جبريل: ألم تكُن تعرفُ مضارّها عندما خلقتها...؟
الله: يبدو أنّ هناك خللًا ما حدث أثناء الخلق...
جبريل: كالعادة...
الله: ماذا تعني؟
جبريل: أنت لم تخلق شيئًا بلا عيوب، منذُ أن عرفتُك...
الله: لا... أنت تكذب... كلّ الأشياء التي خلقتُها جميلة وخالية من العيوب... عدا شيئين أو ثلاثة...
جبريل: لا تُكابر، سُبحانك...
الله: رُبّما تكون هناك عيوبٌ في أربعة أو خمسة أشياء...
جبريل: لا تُحاول التّقليل...
الله: حسنًا... لنقُل أنّ العيوب في عشرة أشياء... أو عشرين...؟ أو ثلاثين شيئًا...؟
جبريل: (ضاحكًا) كأنّنا نبيعُ البطاطا، سُبحانك... قُل هذا الكلام للآخرين، وليس لي أنا...
الله: حسنًا... حسنًا... ولكنّني أحسنُ الخالقين، رغم كلّ شيء... من يستطيعُ أن يقول شيئًا غير هذا؟
جبريل: أحسنُ الخالقين...؟ إذا كان أحسنُ الخالقين لديه كلّ هذه العيوب، فكيف لو كُنتَ أسوأهم...؟ ثمّ من هم هؤلاء "الخالقين" الذين تضعُ نفسك في مقارنة معهم...؟
الله: لا أعرف... لكنّها عبارةٌ رنّانة... لا شكّ أنّها ستُعجبُ عبادي المسلمين المؤمنين بي... سأضعُها في سورةٍ لاحقًا...
جبريل: آه، تذكّرتُ...
الله: ماذا؟
جبريل: قُثُم... عفوا... محمّدٌ يريدُ سورةً جديدة...
الله: هل حدث شيء جديدٌ في مكّة...؟
جبريل: لا جديد... الحياةُ عاديّةٌ هناك...
الله: اللّعنة...
جبريل: لماذا؟
الله: كيف أكتُبُ سورة جديدة واللأحوالُ عاديّةٌ...
جبريل: حتّى أبو الحَكم مشغولٌ في تجارته ولم تحدُث بينه وبين محمّد أيّة مناوشات...
الله: لم يحدُث شيء...؟ غريب... لماذا لا يتحرّشُ أبو جهلٍ بمحمّد...؟
جبريل: لماذا كلّ هذه الأسئلة...؟ ألستَ تقولُ أنّك تعلمُ كلّ شيء...؟ فلماذا تسأل؟
الله: لو كُنتُ أعلمُ كلّ شيء لما جعلتُك مُلاصقًا لمحمّد كأنّك ظِلُّه... لكن، لا يهمّ...
جبريل: حسنًا... وماذا عن السُّورة التي طلبها محمّدٌ...؟
يُمسك الله بطنه من جديد...
جبريل: ماذا أقولُ لمحمّد...؟
ينحني الله وهو يتوجّعُ...
جبريل: ماذا...؟
الله: وهل أنا كاتبٌ عند أُمّهِ أو أُمّك... ليتصرّف... ليقُل كما يقولُ العرب...
يجري الله بإتّجاه الشُّجيرات من جديد...
جبريل: (بصوتٍ عالٍ) هل هذا آخرُ كلامٍ لك...؟ هل أقولُ لهُ أن يأتي بسورةٍ من عنده...؟
الله: نعم... قُل لهُ أن يتصرّف... إذهب الآن...
ترتفعُ غمغمةٌ من وراء الشّجيرات...
الله: أووووه... اللعنة عليّ... ما الذي دهاني لأجرّب تلك الفاكهة الملعونة...؟ اللّعنة عليّ... لن أخلق شيئًا بعد اليوم...
ينشُر جبريل أجنحته ثمّ يطيرُ وهو يقهقه...
.

🔴 حول فصل "من قصص العرش: ما بُني على باطل..." (مقال)

 حول فصل "من قصص العرش: ما بُني على باطل..."



يقدم النص المعنون "من قصص العرش: ما بُني على باطل..." قراءة ساخرة وجريئة لبعض المفاهيم الدينية، حيث يتناول شخصيات مقدسة في الإسلام مثل النبي محمد وجبريل، ويضعهما في سياق غير مألوف. يمكن تحليل النص على النحو التالي:

1. السخرية من المفاهيم الدينية:

 * يقدم النص صورة نمطية للنبي محمد كشخص منغمس في الملذات، ويصوره كشخص مهتم بالنكاح فقط.

 * يصور جبريل كملاك ساخر، ينتقد تصرفات محمد، ويشكك في صدقه.

 * يستخدم النص لغة ساخرة وجريئة، تهدف إلى استفزاز القارئ ودفعه إلى التفكير في المفاهيم الدينية بشكل نقدي.

 * تصوير الله كمدمن أفيون.

2. نقد الواقع الإسلامي:

 * يعكس النص قلقًا بشأن وضع المسلمين في العالم، ويشير إلى أنهم يواجهون تحديات كبيرة.

 * ينتقد النص بعض الممارسات والسلوكيات التي يراها سلبية في المجتمع الإسلامي، مثل التعصب والعنف.

 * يطرح النص تساؤلات حول دور الدين في حياة المسلمين، وعلاقته بالواقع المعاصر.

3. التشكيك في الروايات التاريخية:

 * يشكك النص في بعض الروايات التاريخية المتداولة في الإسلام، مثل قصة "الصادق الأمين".

 * يطرح النص تساؤلات حول مصداقية الروايات الدينية، ويدعو إلى التفكير النقدي في التاريخ الإسلامي.

4. استخدام الرمزية:

 * يستخدم النص رموزًا مثل "شجرة وارفة ثمارها نهود مكتنزة تقطر حليبًا وأرداف عظيمة تقطر خمرًا" للتعبير عن الملذات والرغبات الدنيوية.

 * يستخدم النص رموزًا مثل "سدرة المنتهى" و"الأفيون" للتعبير عن البحث عن المتعة والهروب من الواقع.

5. الدعوة إلى التفكير النقدي:

 * يشجع النص القارئ على التفكير النقدي في المفاهيم الدينية والتاريخ الإسلامي.

 * يدعو النص إلى التحرر من الأفكار النمطية والموروثات التقليدية.

 * يحث النص على البحث عن الحقيقة والتفكير المستقل.

ملاحظات:

 * النص يعكس وجهة نظر شخصية للكاتب، وقد لا يتفق معها الجميع.

 * النص يستخدم لغة ساخرة وجريئة، وقد يرى البعض أنها مسيئة.

 * النص يثير تساؤلات مهمة حول الدين والمجتمع، ويدعو إلى الحوار والتفكير النقدي.

بشكل عام، النص هو قطعة أدبية ساخرة وجريئة، تهدف إلى استفزاز القارئ ودفعه إلى التفكير في المفاهيم الدينية والتاريخ الإسلامي بشكل نقدي.


🔴 حول فصل "من قصص العرش - الله وسورة الكوثر" (مقال)

حول فصل "من قصص العرش - الله وسورة الكوثر" (مقال)



 يقدم هذا النص الساخر المعنون "من قصص العرش - الله وسورة التكاثر" رؤية تهكمية للعلاقة بين الله وجبريل، ويوظف عناصر الفكاهة والتهكم للعبث بمفاهيم دينية مقدسة. إليك تحليل لأهم جوانب النص:

1. تجسيد ساخر لله:

 * صورة نمطية: يظهر الله في النص كشخصية نمطية، متقلبة المزاج، سهلة الاستفزاز، ومدمنة للشوكولاتة، مما يتعارض مع الصورة التقليدية لله ككائن متعالٍ ومنزه عن النقائص.

 * لغة عامية: يستخدم النص لغة عامية ومصطلحات حديثة (مثل "الشوكولاتة"، "البطاطا")، مما يخلق مفارقة ساخرة بين اللغة المستخدمة والموضوع الديني المطروح.

 * تكرار الأخطاء: يظهر الله في النص كثير النسيان وارتكاب الأخطاء، مما يتناقض مع فكرة الكمال الإلهي.

2. علاقة جبريل بالله:

 * علاقة ساخرة: تصور العلاقة بين جبريل والله كعلاقة ساخرة وودية، حيث يتبادلان المزاح والشتائم، مما يقلل من الهيبة التقليدية للملائكة.

 * جرأة: يظهر جبريل في النص كشخصية جريئة، تتجرأ على المزاح مع الله ومخاطبته بعبارات غير لائقة.

3. سورة التكاثر:

 * سخرية من الوحي: يسخر النص من عملية الوحي، حيث يظهر الله كشخصية مترددة وغير قادرة على إنتاج الوحي بسهولة.

 * تكرار ممل: يسخر النص من تكرار بعض الآيات في سورة التكاثر، ويصوره كتكرار ممل لا معنى له.

 * مفارقة: يقدم النص سورة التكاثر كمنتج عشوائي وغير مدروس، مما يتناقض مع فكرة الوحي الإلهي ككلام مقدس وموحى به.

4. عناصر أخرى:

 * صور نمطية دينية: يستخدم النص صورًا نمطية دينية (مثل حور العين، الجنة، جهنم) ويوظفها بشكل ساخر.

 * تهكم بالدين: يتضمن النص تهكمًا بالدين الإسلامي، حيث يصور بعض المفاهيم الدينية بشكل ساخر وغير محترم.

 * تلاعب بالألفاظ: يستخدم النص التلاعب بالألفاظ لخلق مواقف مضحكة وساخرة.

تحذير:

يجب التنويه إلى أن هذا النص يهدف إلى السخرية والتهكم، ولا يعكس بالضرورة وجهة نظر المؤلف أو معتقداته الدينية. وقد يرى البعض أنه يمس بالمقدسات الدينية.


🟢 من قصص العرش - الله وسورة التّكاثر (مسرحية)

 من قصص العرش - الله وسورة التّكاثر

.



.
(كان الصَّمتُ يُخيِّمُ على عرْش الله وضواحيه. وفَجْأة دوَّى صوَّتٌ وتردَّد صدَاهُ طويلا. كان الصَّوتُ صوْتَ جبريل.)
جبريل: "يا الله، أين أنت؟"
(وأجابهُ على الفور صوتٌ غاضبٌ من جهة العرْش.)
الله: "نعم، ماذا هناك أيّها الأحمق؟ ألم أقُل لك ألف مرّة أنّه من غير اللّائق أن تصيح بجانب عرشي؟ صوتُك بشعٌ جدًّا."
جبريل: "عفوًا، لقد نسيتُ. لكن أين أنت؟"
الله: "أنا هنا."
رأى جبريل يدًا تمتدّ خارجة من تحت العرش تلوِّح لهُ.
جبريل: (ضاحكًا) "ماذا تفعلُ هناك، جلّ جلالك؟ هل تختبئ من شيء ما؟"
الله: "كفاك تهريجًا. أنا أبحثُ عن قطعة شكلاطة سقطت منّي... لكن، قل لي: ما الذي أتى بك في هذا الوقت؟ ألم أقل لك أن تبقى لمراقبة قُريش؟"
جبريل: "لقد أتيتُ لشرب القليل من الخمر."
الله: (غاضبًا) "ماذا؟"
جبريل: (ضاحكًا) "إنّي أمزحُ معك."
الله: "تمزحُ؟ الواضحُ أنّ وجودك في مكّة قد أفسد عقلك. من علّمك أن تمزح معي، يا إبن الملعونة؟"
جبريل: (ضاحكًا) "كم إشتقتُ إلى شتائمكَ، جلّ جلالك! في الحقيقة، بعثني إليك قُثُم يريدُ منك سورةً جديدةً."
(يخرجُ الله من تحت العرش، وهو يمسك قطعة شكلاطة.)
الله: "لقد وجدتها."
(يضعُ قطعة الشكلاطة في فمه)
جبريل: "هنيئًا لك، جلّ جلالك. هَاه. ماذا قُلتَ؟ هل ستُعطيه سورة جديدة؟"
الله: "من؟"
جبريل: "وهل لديك غيرُه؟ قُثُم."
الله: "قُثُمْ؟ ألم أُقل لك ألف مرّة أنّ إسمهُ محمّد؟ محمّد... ألا تفهم، يا أحمق."
جبريل: "حاضر. حاضر. لا تغضب... لن أسمّيه إلّا كما تريدُ وتشتهي."
الله: " "متى بعثتُ لهُ آخر سورة؟"
جبريل: "منذُ أسبوعين."
الله: "وما مواصفاتُ السّورة التي يريدها؟"
جبريل: "لم يحدّد لي شيئًا يُذكر."
الله: "اللّعنة. ماذا سأكتب له؟ لا أجدُ كلامًا يمكنُ أن يكوّن سورة..."
جبريل: (ضاحكًا) "هل تعطّلت قريحتك، جلّ جلالك؟ لا بُدّ أنّ هذا بسبب إدمانك على الشكلاطة..."
الله: "إخرس أيّها الأبله... لستُ مدمنًا على الشكلاطة... الله لا يمكن أن يكون مدمنًا. أنا أحبُّ طعمها فقط."
جبريل: "ما رأيك في كتابة سورة عن الشكلاطة؟"
الله: "ماذا؟"
جبريل: "أليست فكرة جيّدة؟"
الله: "لا."
جبريل: "ولماذا؟"
الله: "لأنّ قريشًا لا تعرفُ معنى الكلمة."
جبريل: "هذا ليس سببًا لعدم كتابة سورة الشكلاطة... المعنى سيخترعُه قثم وأتباعه... أقصد: محمّد وأتباعه. سيقولون له: ما الشكلاطة؟ وسيقضي اللّيل يفكّرُ ثمّ يقولُ لهم: الشكلاطة نهرٌ من أنهار الجنّة. أم أنّك تريدُ منه أن يُخبرهم بمعنى الكلمة الحقيقي...؟"
الله: "الفكرة تروق لي..."
جبريل: "فكرة أن يقرأ عليهم سورة الشكلاطة أم فكرة أن يسألوه عن معناها؟"
الله: "لا، بل فكرةُ صُنعِ نهرِ شكلاطة في الجنّة. وأجعلُ حور العين يسبحن فيه قبل أن أتذوّقهنّ... أحسنت، يا جبريل... سأشيّد مصنعًا للشكلاطة في طرف الجنّة وأملأ النّهر بها..."
جبريل: (محدّثًا نفسه) "اللّعنة!" (بصوت عالٍ) "ماذا قُلت؟"
الله: "بخصوص ماذا؟"
جبريل: "السّورة، جلّ جلالك... السّورة..."
الله: "ماذا تقترحُ أن أقول فيها؟"
جبريل: "أتسألني أنا؟ أنت صاحبُ الوحي، يا حبيبي..."
الله: "يا حبيبي...؟ لقد فسدت أخلاقُك فعلًا، يا جبريل. الله تقول له: يا حبيبي؟ إذا واصلت على هذا المنوال، أخافُ أن يأتي يوم تقول لي فيه: يا الله، تعال أنكحك...!"
جبريل: (متمتمًا) "لو توفّرت الفرصة، لن أضيّعها."
الله: "ماذا قُلتَ؟"
جبريل: "قُلتُ: ماذا لو أعفيتنَا من موضوع النّكاح وركّزت قليلًا على السّورة؟"
الله: "آه، السّورة..."
جبريل: "نعم، السّورة، جلّ جلالك."
الله: (وهو يحكّ شعر رأسه الأبيض) "السّورة... السّورة... لعنتي على ربّ السُّورْ... لا أجدُ شيئًا يصلُح... ما رأيك في: الشكلاطة، ما الشّكلاطة، وما أدراك ما الشّكلاطة...؟"
جبريل: "جميل..."
الله: "صحيح؟"
جبريل: "أنت تعرفُ أنّ من تبعُوا رسولك لم يتبعوه لأنّ كلامه جميلٌ أو عميقُ المعاني، فأنت الذي جعلتهم يتبعونه، وبالتّالي فهُم مستعدّون لقبول أيّ شيءٍ يقوله لهم محمّد، ولو كانت سورة الخراء..."
الله: "صحيح... أنا الذي جعلتهم يتبعونه ويقتنعون بما يقوله، ولن يتغيّروا إلّا إذا شئتُ أنا..."
جبريل: "والذين كذّبوه أيضا، أنت الذي جعلتهم يكذّبونه... ولو تركت للجميع حرّيّة الإختيار لما تبع أحدٌ محمّدًا ولو عاش ألف ألف عامٍ..."
الله: "صحيح... يجبُ أن أوفّر الحطب لجهنّم... تدفئة العرش تحتاجُ للكثير من الحطب..."
جبريل: "أكمل السّورة ودعنا من هذه الحكايات..."
الله: "الشكلاطة، ما الشّكلاطة، وما أدراك ما الشّكلاطة، على بلاطة، هي أصلُ البساطة، تذوب في الفم كالبطاطا..."
جبريل: (ضاحكًا) "وهل يعرف محمّد وأتباعه البطاطا؟"
الله: "أوه... مللتُ من التّفكير... أنظر في كومة الأوراق هناك، لعلّك تجدُ شيئًا يصلُحُ لتكوين سورة... أو قُلْ لمحمّد أن يعتمد على نفسه قليلًا... لا يُعقلُ أن أقوم بكلّ شيء وحدي..."
جبريل: "لكنّك الله..."
الله: "ولو؟ أليس لي الحقّ في الرّاحة..."
جبريل: (يذهب إلى كومة الأوراق بجانب العرش ويبدأ في فرزها) "هذه لا تصلح لشيء... وهذه... آه... قصيدة... لا تنفع... عقد بيع... لا... وهذه أيضًا، لا تنفع... ماذا؟ ما هذا؟ صورة نجوى فؤاد؟ وبلباس الرّقص؟"
الله: "نعم... أليست جميلة؟ لقد فكّرت أن أجعل كلّ حور العين نسخة منها... وأجعلهنّ يُجِدْنَ الرّقص مثلها..."
جبريل: (متمتمًا) "يا لك من مراهق! وتقولُ لي أنّ أخلاقي قد فسدت؟ عجبي!"
الله: "ماذا؟"
جبريل: "لا شيء... لم أجد شيئا ذا قيمة حتّى الآن... فاتورة الكهرباء... فاتورة الماء... بطاقة شحن هاتف... آه... هذه جيّدة... ما رأيك؟"
الله: "في ماذا؟"
جبريل: (يقرأ من الورقة، بصعوبة) " ألهاكم التّكاثر حتى زرتم المقابر كلّا سوف تعلمون ثمّ كلّا سوف تعلمون كلّا لو تعلمون. اللّعنة... خطّك سيّء جدّا، جلّ جلالك."
الله: (وهو يلعبُ بشعر لحيته) "لا يهمّ الخطّ... لن أشارك في حفل توقيع كتاب..."
جبريل: "وما هذا التّكرار المملّ؟"
الله: "وما المشكلة في التّكرار؟"
جبريل: "حتّى أهل قريش يكرهون التّكرار ويتجنّبونه..."
الله: (بعصبيّة) "وما علاقتي بقريش؟ أنا الله. والله لا يستحي أن يكرّر كلامه آلاف المرّات."
جبريل: "صحيح... عفوًا... نسيتُ أنّ الله لا يستحي... لا يستحي من شيء..."
الله: "هل هذا كلّ ما وجدت في الورقة؟"
جبريل: "لا... هناك المزيد... كلّا لو تعلمون علم اليقين لترون الجحيم ثمّ لترونها عين اليقين ثمّ لتسألنّ يومئذ عن النّعيم. تكرار... تكرار... أوف! إنتهى النّصّ..."
الله: "هل أعجبتك؟"
جبريل: "يمكن أن تفي بالغرض..."
الله: "إحملها لمحمّد وأبلغه سلامي..."
جبريل: (وهو ينشر أجنحته السّبعين) "سمعًا وطاعة، جلّ جلالك... لكن، إحرص على كتابة بعض السّور الجديدة، للمرّات القادمة."
(يطيرُ جبريل، ويجلسُ الله على العرش... ثمّ يرتفعُ شخيره، جلّ جلاله....)

.

🟢 من قصص العرش: ما بُني على باطل... (مسرحية)

 من قصص العرش: ما بُني على باطل... 

.




.

(تحت شجرة وارفة ثمارها نهود مكتنزة تقطر حليبا وأرداف عظيمة تقطر خمرا، كان محمّد جالسا. كان يبدو مهموما جدّا. وكان جبريل يتمشّى وهو يسبّح.)
جبريل: ما الأمر؟
محمد: وصلتني أخبار من الأرض تقول أنّ أمّتي أصبح كلّ العالم يغتصبها في كلّ وقت وحين .. وأنّ سمعتي وسمعة الإسلام أصبحتا في الحضيض.
جبريل: وصلتك الأخبار الٱن؟ غريب!
محمد: وما الغريب في الأمر؟
جبريل: غريب أن تعلم بذلك اليوم. الأمر معروف منذ زمن بعيد.
محمد: أنت تعرف أنّي أقضي كلّ وقتي في النّكاح، من حور العين إلى الغلمان، ولا وقت لديّ للسّؤال عن أخبار أمّتي.
جبريل: أعرف ذلك جيّدا. وأعرف أنّه لو لم أكن ملاكا قويّا وقادرا على الطيران لكُنت نكحتني... (يضحك) وقد تنكح الله نفسه في يوم من الأيّام وتجعله يحبل وينجب أولادا.
محمد: كفاك هراء. كيف أنكح من لا تعرف وجهه من قفاه بسبب الستمائة جناح؟ كلّك ريش يا صديقي، وشكلك لا يستهويني.
جبريل: سعيد لسماع ذلك، لكنني لا أثق كثيرا في صدق كلامك.
محمد: صدّقني. ألست أنا الصّادق الأمين؟
جبريل: (رافعا أحد حاجبيه بإستغراب وشكّ) الصّادق الأمين؟ تلك أكذوبة إختلقتها أنت وأصحابك لكي يتبعك النّاس. ألا تتذكّر؟... لا تقل لي أنّك صدّقتها!
محمد: أنا فعلا الصّادق الأمين...
جبريل: (مقهقها) وأنا كليوباترا... حسنا ... أنت الصّادق الأمين. لا تغضب.
محمد: كليو... ماذا؟
جبريل: ثقافتك صفر... لكن... لا تهتمّ للأمر. من أتاك بالأخبار عن أمّتك؟
محمد: لا أحد. سمعت خرطائيل وزعلائيل يتحدّثان عن المسلمين وما يعانونه على الأرض، فسألتهما، فأخبراني بأنّ العالم كلّه أصبح يكرههم ويكره دينهم.
جبريل: وهل كان العالم يحبّهم ويحبّ دينهم عندما كنت معهم؟
محمد: لا. لكن لا أحد كان يجرؤ على قول ذلك.
جبريل: لأنّك كنت تقتل كلّ من يعارضك أو يتّهمك أو يشكّك في صدقك أو حتّى لا يريد تصديقك.
محمد: كلّ الناس كانوا يهابون سيفي ويخافون بطشي. وكان الإسلام عزيزا ومحترما.
جبريل: زمن النّضر بن الحارث وعقبة بن أبي معيط ولّى وإنتهى. العالم اليوم ليس كما كنت تعرفه.
محمد: يا حسرة على العباد...
جبريل: لقد سبقك ربك في قولها... بل قالها قبل أن يخلق العباد، حين كان يدمن الأفيون.
محمد: الأفيون؟
جبريل: هذا نبات يستهلكه الناس بغية الغياب عن الوعي. ستجد منه الكثير حول سدرة المنتهى. لكن، دعنا من هذا كلّه. أنت الٱن هنا، في الجنّة، وتقضي وقتك في النّكاح، فما الذي يحزنك إن كان أتباعك يَنكحون أو يُنكحون؟
محمد: هذا رهان بيني وبين موسى. يجب أن يكون اتباعي دائما الأفضل في الدّنيا والأكثر في الجنّة في الٱخرة.
جبريل: رهان؟ غريب! وهل لهذا كنت تقتل أتباع موسى؟
محمد: لا. الرّهان ليس بهذا القدم. هؤلاء لم يصدّقوا أنّي نبيّ، رغم أنّي حدّثنهم طويلا عن موسى وعن قصص التوراة.
جبريل: وهل كنت تعتقد أنّهم لن يعرفوا أنّك سرقو كلّ شيء من توراتهم ومن خرافات أحبارهم وعجائزهم؟
محمّد: هذه ليست سرقة، بل دليل على أنّي خير من يجب إتّباعه بعد موسى.
جبريل: (ساخرا) منطق غريب! يعني لو ألّف أحدهم اليوم سورا جديدة وذكر فيها القصص التي ذكرتها أنت في القرٱن، يجب على أتباعك أن يتبعوه، بل يجب عليهم أن يعلموا أنّه خير من يجب إتّباعه بعد محمّد... أليس كذلك؟
محمد: وكيف يستطيع أحدهم أن يكتب شيئا مثل القرٱن؟ هذا مستحيل.
جبريل: أتذكر مسلمة بن حبيب؟
محمد: ذلك المدّعي؟
جبريل: مدّعي؟ دائما ترمي التّهم على الٱخرين لتبرئة نفسك؟ لكن لا يهمّ! ما كان يقوله مسلمة بن حبيب كان أحسن من كلامك وأبلغ وأقوى تأثيرا وجمع به أكثر بكثير ممّا جمعت أنت من أتباع. أتذكر كم كان عدد مقاتليه؟
محمد: كل شيء بإذن الله.
جبريل: يعني لا تأثير لكلامك، إذا كان كلّ شيء بإذن الله. وبعد موتك، كتب الكثير من النّاس أحسن من قرٱنك وحتّى اليوم، هم لم يكفّوا عن الكتابة.
محمد: (رافعا قبضته وكأنّه يحمل سيفا) كيف يجرؤون على فعل ذلك؟
جبريل: قلت لك انّ زمن النّضر وعقبة قد ولّى وانتهى. فدعك من العنتريّات. في الماضي، كان قتلك للنٌضر بن الحارث كفيلا بجعل النّاس يبتلعون ألسنتهم خوفا من سيفك ومن سيوف أتباعك، أمّا اليوم، فقد تغيّرت الأمور كثيرا. بل إذا قتلت أحدهم لأنّه شتمك من المؤكّد أن يشتمك الٱلاف تضامنا معه وكرها لك، وتعبيرا عن حقهم في شتمك.
محمد: الهذا الحدّ وصل إنحطاط الإنسان؟
جبريل: (مقهقها) يعجبني فيك الإنفصال التّام بين لسانك وعقلك. هذا إذا كان الثّاني موجودا أصلا!
محمد: ماذا تقصد؟
جبريل: لا شيء. لكن، لتعلم أنّ ما وصلت إليه أمّتك اليوم من مهانة وفشل وضعف هو نتيجة ما علّمته أنت لأتباعك. فإذا كان يجب أن يلوموا أحدا، فهو أنت.
محمد: وما العمل؟
جبريل: أتركهم وشأنهم. سينكحهم العالم فإمّا أن يعلّم أتباعك الأدب أو سيكون مصيرهم الشّهادة وسيأتون للنّكاح معك في الجنّة. فلا دخل لك بهم.
محمد: إذن، سأذهب لأجرّب الأفيون الذي حدّثتني عنه. قلت لي أنّه حول سدرة المنتهى؟ أليس كذلك؟
جبريل: نعم. إستمتع جيّدا. وأنا سأذهب لعيسى بن مريم، فقد أوصاني البارحة أن أشتري له همبورغر وزجاجة ويسكي.
محمد: ما هذا الهمب...؟
جبريل: الهمبورغر؟ إنّه أكل.
محمد: عيسى يأكل أشياء غريبة.
جبريل: إلى اللقاء!
(ينشر جبريل أجنحته الستّمائة وينطلق طائرا بسرعة، مخلّفا سحابة من الغبار).