فينوس كاليبيجي: التاريخ، الخصائص، والدلالة
.
.
**التعريف والأصل**
**فينوس كاليبيجي** (من اليونانية *كاليبيجوس*، وتعني "ذات الأرداف الجميلة") هو تمثال روماني شهير يمثل الإلهة أفروديت (فينوس في الميثولوجيا الرومانية)، حيث تُبرز جمال تفاصيل جسدها وخاصة الوركين والأرداف. التمثال نسخة رومانية (من القرن الأول الميلادي) من أصل يوناني هلنستي مفقود (يعود على الأرجح للقرنين الثالث-الثاني قبل الميلاد). يُعرض التمثال حالياً في **المتحف الأثري الوطني في نابولي** بإيطاليا.
**التاريخ والأسطورة**
تروي أسطورة ذكرها الكاتب اليوناني أثينايوس في كتابه *ضيوف العشاء* (القرن الثاني الميلادي) قصة شقيقتين من سيراكوزا تتنافسان على جمال أردافهما. اختار شابٌ كحكم إحداهما، فقررت الأُخرى التي رُفضت الزواج من ابن الحكم ثم دبرت لقتله. كرَّمت الأُخرى انتصارها ببناء معبد لـ**أفروديت كاليبيجي**، رابطةً الإلهة بهذا الجانب الجسدي. رغم أن القصة أسطورية، إلا أنها تعكس المُثل الجمالية الشعبية في العصور القديمة.
**الخصائص الفنية**
١. **النمط الهلنستي**: يجسد التمثال فنَّ الحقبة الهلنستية الذي تميز بالواقعية، والحركة الديناميكية، والاهتمام بتفاصيل الجسد.
٢. **الوضعية والتكوين**: تُصوَّر الإلهة بوضعية **الكونترابوستو** (وضعية انسيابية بتحويل الوزن)، وهي تلتفت فوق كتفها وترفع ثوبها (الـ*بيبلوس*) لتكشف عن جمال جسدها. التفاف الجذع وطريقة drapery (طيّة الثوب) يبرزان المنحنيات، جاعلين المنظر الخلفي نقطة الجذب الرئيسية.
٣. **الأنوثة والواقعية**: على عكس التماثيل الكلاسيكية المثالية، يُظهر هذا العمل احتفاءً بالجسد الأنثوي الواقعي، مع تفاصيل عضلية متناسبة.
٤. **المادة والحجم**: نُحت التمثال من الرخام ويبلغ طوله 1.62 متراً، قريباً من الحجم البشري الطبيعي.
**الدلالة الثقافية**
- **الابتكار الهلنستي**: يعكس التمثال تحول الفن اليوناني نحو موضوعات حميمية وفردية، مبتعداً عن الصرامة الكلاسيكية.
- **التقبل**: بينما يراه البعض احتفاءً بجمال الأنثى، اعتبره آخرون عملاً مُستفزاً بسبب جرأته. اسمه نفسه يؤكد افتتان القدماء بجمال الجسد.
- **الإرث**: بقي مصطلح "كاليبيجي" مرتبطاً بالفن الذي يسلط الضوء على هذا الجانب. ولا يزال التمثال يثير نقاشات حول تمثيل الجسد الأنثوي والرغبة في الفن.
**الختام**
تمثل فينوس كاليبيجي علامةً بارزة في الفن الهلنستي، جمعت بين الأسطورة والواقعية والأناقة. وهي تُظهر تنوع المُثل الجمالية القديمة، وتستقطب الاهتمام بجرأتها وإتقانها الفني.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق